السبت، 18 مايو 2013

#المؤمنون_إخوة

-ملاحظة : الكلام على ظاهرة سائدة لا يعني التعميم، كتب المقال على عجل فقد يفوتني احيانا استثناء من لم يقع في الخطأ المقصود نقده-



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

فقد خلق الله تعالى الخلق لعبادته، وجعل فيهم حاجات دنيوية تعينهم على أخذ ما يبقي لهم هذه الحياة حتى يستطيعوا استمرار إقامة عبادة الله تعالى في الأرض. فجعل شهوة الطعام ولولاها لما اشتهى الناس عض دجاجة ميتة أو سمكة زنخة فماتوا من الجوع! وجعل شهوة التكاثر وحب الأولاد والبنين ولولاها لما تقبلت النفوس على نفسها ذلك الفعل البشع فانقرض جنس البشر. وجعل شهوة حب التغيير ولولاها لأقام كل أحد على ما هو عليه من عمل أو كسل، فلم يخلد ذو العمل إلى راحة من عمله، ولم يرجع ذو الكسل لعمل يقيم شؤون حياته.

لو أن جماعة في مزرعة . جعلت تذهب كل يوم لتعد الأرض وتزرع خلال الفترة التي تصلح لبذر البذور، فأنشأت كل مجموعة منهم فريقا يحاول تطوير العمل وخدمة الهدف النهائي وهو الحصول على الثمر، فقضت تلك الفرق وقتها في جدل عقيم ونقاش سقيم. حتى فاتها وقت البذر والزرع. فما فائدة النظريات التي أنشأت لأجلها تلك الفرق. وما فائدة ما قضوا وقتهم فيه بعد فوات الأوان؟ وهل يحق لهم أن يقولوا أننا مظلومون إذ لم نحصل على الثمر المطلوب؟





-1-


أنشأ الإمام محمد بن عبدالوهاب عملا عظيما لخدمة دين الله تعالى، في قلب الجزيرة العربية، في زمن سادت فيه عبادة الأوثان، حتى عبد الناس الشجر في داخل البلد الحرام، واعتقدوا بالقبور والأوهام. فقام هذا الإمام، ينصر دين الإسلام. فنشر الحق والخير في البلاد، وعلم الدين للعباد. ثم مات فاستفاد مما قضى فيه وقته. وجاء من بعده، واتفقوا على مدح سيرته، واتباع طريقته.

ثم سقطت الخلافة الإسلامية، فقام حسن البنا رحمه الله في مصر في نفس السنة، وصرح بأن تأثره بدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب كان من أسباب قيامه بدعوة الإخوان المسلمين، وعمل لنصرة هذا الدين، وبنى لوحده أمة مسلمة اجتهدت دول كبرى لعشرات السنين في قتل الدين فيها وجعلها تعتقد أن الدين هو الأداء الأوتوماتيكي للشعائر التعبدية كالصلاة والصيام ونزعت من عقول الناس مفهوم أن العبادة تشمل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخدمة الدين ومحاربة عبادة الأهواء والأصنام.

فكان ابن عبدالوهاب رحمه الله قد أقام دعوته على أساس ما ينقص أهل بلده وبيئته، بالأسلوب المناسب لمجتمعهم في وقته، وكان حسن البنا كذلك قد أقام دعوته على أساس ما هو موجود في بلده ووقته وعصره، وما يناسب الجمهور الذي يخاطبه، ولو كان حسن البنا في نجد لما وسعه إلا اتباع طريقة ابن عبدالوهاب، ولو كان ابن عبدالوهاب في مصر ما وسعه الا اتباع طريقة البنا، رحمهما الله رحمة واسعة.


--------------------------




-2-

اتبعت كل جماعة من الجماعات الداخلة في دائرة أهل السنة والجماعة طريقة مختلفة في خدمة هذا الدين، بحسب الظروف التي وجدوا فيها، فجماعات السلفية المتجهة للعلم الشرعي وعلوم التوحيد والعقيدة لجأت إلى تعليم الناس الأساس، وجماعة الإخوان المسلمين اتجهت إلى السياسة، وجماعة التبليغ اتجهت إلى الإيمان والزهد والرقائق، والسلفية الجهادية استخدمت القوة.

ولو نظرنا في أسباب تركيز كل جماعة على أمر معين نجد أن الظروف التي وجدوا فيها قد أدت إلى ذلك، فالسلفية نشأت في أرض شرك وقبور، ليس فيها استعمار أجنبي، وكانت مشاركة في الحكم منذ بدايتها.

أما جماعة الإخوان فنشأت في زمن الاستعمار الانجليزي، وملك جاهلي. وحراك شعبي سياسي نشط تسوده التيارات القومية والعلمانية التي ساهم الاستعمار في تكونها. ثم خرج الانجليز وأسقط الشعب المصري الملك بمشاركة الإخوان، فاستولى على السلطة فرعون القرن العشرين جمال عبدالناصر، وكان قد انضم إلى الإخوان نفاقا فبدأ الإخوان تفعيل مبادئهم التي يدعون إليها فانقلب عليهم وفتح لهم السجون والمشانق. فاضطروا للاستمرار في عالم السياسة دفاعا عن وجود الدعوة والدعاة الذين امتلأت بهم السجون.

وأما جماعة التبليغ، فنشأت في وسط إيماني مسجدي، تدعو إلى عبادة الله تعالى، وتعليم الناس أمور دينهم بالرفق واللين والتركيز على زيادة إيمانهم بالله تعالى. وتوصلوا إلى أن ضرر العمل السياسي أكبر من نفعه في وقتهم فتبنوا هذا الرأي.

وأما السلفية الجهادية، فهي فكر أكثر من كونها تنظيما جماعيا، نشأ في أرض الجهاد، وتطور فيها، وظل مرتبطا بها، وزاد من ارتباطه بها ملاحقة أجهزة الأمن للمجاهدين الذين لم يجدوا ملجأ سوى الأرض التي هاجروا إليها للجهاد، فرجعوا إليها، ولم يستطيعوا القعود دون خدمة للدين، فاجتهدوا فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ، ومن أخطأ منهم لم يزل محاطا بالنصح ولم يزل إيمانه بالله يرده ويهديه حتى شهدنا تطورا كبيرا في الفكر عندهم وتصحيحا لأخطائهم وصدق الله تعالى إذ يقول (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) .




------------------------------------------


-3-


في الوقت الذي كانت كل جماعة تعمل لخدمة الدين بالطريقة المناسبة للظروف المحيطة بها، نشأ جيل جديد في كل جماعة. ومع عنف الصراع وتعقيده، وشدة التركيز على علاج الوسائل التي اتخذتها كل جماعة لخدمة الدين، نسي هذا الجيل أسباب دخول جماعته في تلك الوسائل. وتضخمت في حسه حتى ملأت عليه قلبه وأصبح يظن أنها هي الدعوة. فأصبح السلفي يظن الدعوة هي إقامة أكبر عدد من المحاضرات والحلقات العلمية لمشايخ السلفية. وأصبح الإخواني يظن الدعوة هي دخول الانتخابات والفوز فيها، وأصبح التبليغي يظن أن الدعوة هي الزهد والرقائق، وأصبح المجاهد يظن الدعوة صناعة المتفجرات وحصد رؤوس الكافرين والمرتدين.

والحقيقة أن الدعوة هي كل ما سبق. وأن كل تلك الوسائل قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم. فكان سياسيا. وكان مجاهدا. وكان داعية، وكان عابدا زاهدا، وكان عالما معلما، وأينما يحتاج الدين إلى شئ نجده صلى الله عليه وسلم يسارع إليه.


لكن النبي صلى الله عليه وسلم خلال العمل لا ينسى أن هذا العمل هو وسيلة الهدف منها دخول الناس الجنة، وابتعادهم عن النار، ثم ارتفاعهم في درجات الجنة.


ألسنا نرى في الأمة من يهتم بشؤون الأسرة والمرأة، ومن يهتم بشؤون الحجاب، وآخرين أقاموا العمل الخيري، وغيرهم أحيوا السنن المنسية، وجماعة تحب قيام الليل، وجماعة أخرى لا تقوم الليل كثيرا لكنها تجاهد المنافقين بالعلم واللسان، وأناسا يخترعون، وآخرين يتبرعون، كل منهم يخدم الدين، ويتنافس في ذلك، وأمرهم كأمر الجماعات الاسلامية، مختلف الوسائل، متفق في الغايات، فعلام التشتت والتشرذم؟


---------------------------------------------


-4-

الأجيال الجديدة التي أغرقت في الوسائل ونسيت الغايات، نسيتها في الجانب العملي، أما في الجانب النظري فكل منهم يستطيع أن يقرأ لك المجلدات الكبيرة عن ظهر قلب. فما نفع ذلك إن لم ينل نصيبا من التطبيق؟

أغرق بعض السلفيين في الاهتمام بالعلوم الشرعية النظرية، فحفظوا جميع الكتب والمتون، واجتهدوا في إقامة الدروس والمحاضرات، وكان من ذلك خير عظيم على الأمة إذ انتشر العلم الشرعي الصحيح ولله الحمد، وإن شابه أحيانا شئ من الدعوة إلى التحزب للسلفية تحزبا موجها ضد الجماعات الأخرى، لكن بشكل عام فقد كان خيرهم كثيرا. لكن بعضهم وصل إلى مرحلة ظن فيها الكتب وتصفيف العبارات العربية البليغة هو كل شئ. بل أصبح بعضهم يظن أن السلفية هي اتباع عادات أهل نجد في المأكل والمشرب واللباس ونطق الكلمات.

أما الإخوان المسلمون، فقد كان بعضهم يتبع جانب الرفق والمراعاة مع الناس تحبيبا لهم في الدعوة، ومع الوقت تطور ذلك عنده إلى محاباة للناس والجمهور عاوز كده. وأغرق بعضهم في السياسة مع الوقت حتى وصل إلى مرحلة أصبح فيها سياسيا متقنا وامتلأ عقله بالرغبة في نيل المكاسب السياسية ولو على حساب الثوابت وهو يحسب أن ذلك سيعينه على تخفيف الضغط الواقع عليه ونيل امكانيات أكبر يخدم بها الدعوة بعد ذلك. ونشأ تيار تقديم العقل على النقل وسط هذه البيئة التي أثر فيها الانشغال بالعمل الميداني عن العلم الشرعي. على تفاوت بينهم من بلد لآخر.

كذلك التبليغ والسلفية الجهادية..


فلو حاولت السلفية سد نقص العلم الشرعي لدى الإخوان، من باب أن الإخوان مسلمون كغيرهم يجب أن تصلهم الدعوة بالرفق والوسائل الطيبة، ولو حاول الإخوان الفائزون بالمناصب الانتخابية حماية علوم السلفيين من تسلط أهل الباطل عليها، ولو حاولت جماعة التبليغ زيادة الإيمان لدى الجماعات الأخرى. لكانت كل جماعة قد نفذت ما تزعمه من خدمة الدين والدعوة في إخوانها من الجماعات الأخرى كما تنفذه في عامة الناس.





------------------------------------


-5-


بعض النفوس من الداخل .. تمتلئ بالإيمان بالله تعالى .. فقد طال تعجبي من تلك النفوس كيف تذهب عنها حقيقة هذه الدنيا الفانية واقتراب قيام الساعة .. عندما نرى من الدعاة من يجد وقتا للخلاف وإساءة الظن بالآخرين في ظل هذه الأوضاع التي يواجهها المسلمون.. إن هذا الصنف لا يختلف في شئ عن من يجد وقتا لمتابعة مباراة تافهة أو مسلسل هابط في حين يخطط عدوه لذبحه..

جاءت الشريعة بإحسان الظن بالناس، ونهي القلب والنفس عن نزغ الشيطان الذي يملك خبرة كبيرة في التحريش بين الناس تصل إلى ملايين السنين!

كان في الصحابة مهارات واهتمامات متعددة . وكانوا رضي الله عنهم قد عرفوا الجاهلية .. وبالتالي عرفوا الإسلام .. وركزوا على ما دعاهم إليه الإسلام .. فلم يكن في قلوبهم متسع للالتفات إلى نوازع النفس ونزغ الشيطان .. فلو انشغل الإخوان المسلمون بالسياسة وانشغلوا في نفس الوقت بالتأكد من اتفاق عملهم السياسي مع مبادئ الدين بعيدا عن ما شطحت إليه العقول التي امتلأت بالرغبة في الوصول السياسي ونسيت أن سياستها مجرد وسيلة من وسائل الدعوة إن لم تنجح تركوها لغيرها.. ولو انشغل السلفيون بتطبيق العلوم الشرعية العظيمة التي يتعلمونها ويعلمونها.. وتطوير طرق توصيلها للناس وتعليمهم إياها.. ولو انشغل الجهاديون بمعركة العقول التي يواجهونها من استخبارات دول الباطل والكفر..


اطلعت اليوم في زيارتي لبعض البيوت على ملف يحوي وثائق من زمن أجدادهم. فيها قضايا ومحاكم وخلافات. أين أصحابها الآن؟ وماذا كسبوا من إدخال أنفسهم في الضيق والغضب على أمور الدنيا والأراضي والعقار. ولو أن أحدهم رجع إلى الدنيا فهل سيكون في قلبه متسع لتلك الأمور؟

-------------------------------


-6-



من قال أن عراكه مع الطرف الآخر هو لنصرة الدين من جهالات ذلك الآخر وانحرافاته، فأذكره أنه بشر يمكن أن يسير هو أو أولاده في نفس طريق الانحراف. وبنفس البدايات البسيطة الصغيرة التي لم يتوقع أحد يوما أن تقود نحو هذه الانحرافات، يقول سيد قطب رحمه الله أن الخطين المستقيمين المتوازيين لا يمكن أن تزيد المسافة بينهما مهما طال بهما الامتداد، لكن أحدهما إذا انحرف انحرافا بسيطا جدا، زادت المسافة بينه وبين الخط الأصلي مع الوقت حتى تصل إلى مسافات وأبعاد شاسعة.
 
 
من نراهم اليوم منحرفين كان أجدادهم في يوم من الأيام أنبياء وصحابة، طال عليهم الأمد ومرت عليهم الظروف ووصلوا إلى هذه الحال بالتدريج، ولا يضمن أحد نفسه أو ذريته أن تكون مختلفة فلا تصل إلى هذه الأحوال. فالتفت لدعوة الناس إلى ما عندك من الحق والخير والزم جانب الحكمة ولا ينزغن الشيطان بينك وبين إخوتك.
 
وجود الانحراف الذي لا يخرج الشخص من دائرة أهل السنة والجماعة أمر لا يخلو منه أي مجتمع إلا بمقدار تقصيرك في دعوة الناس وهدايتهم. أو اتباعك الوسيلة المستعجلة التي لا تصبر على استخدام الوسائل الأنفع.

ووجود هذا الانحراف لا يعني سوء النية . فالمجتهد المخطئ له أجر اجتهاده. والله لم ينصبنا لنطلق الأحكام على نوايا الناس وأهدافهم. بل أمرنا بدعوتهم وإعانتهم على الحق، حتى أمر بعدم سب من يقام عليه الحد في أثناء إقامة الحد، كي لا نعين عليه الشيطان.


------------------------------------------


-7-

ارتق بعقلك . وطهر قلبك . واقهر نفسك على تقبل الحق ولو جاءها بطريقة غير مقبولة.

انغلق العقل الجمعي لكل جماعة اسلامية في نطاق محدد صعب عليهم تجاوزه، وصار في داخل عقولهم جداول تحتوي خانتين: الحدث، ورد الفعل، فلكل حدث يحدث رد فعل مبرمج مسبقا يتم تنفيذه كلما وقع ذلك الحدث. وهذه العقليات يجب عليها أن تدرس ما توصل إليه الناس من فوائد تنفعهم في تجاوز هذا المستوى إلى مستوى أرقى منه. خصوصا طريقة (التفكير خارج الصندوق) التي تعتبر من العلاجات لمثل تلك المصائب التي تنزل ببعض العقول فتعميها عن التطور.


فبعض الجماعات مثلا، تبرمجت على أن كل انتقاد لها ظلم وبلاء أنبياء، وأدخلت النصائح الصادرة من إخوانهم في الجماعات الأخرى في هذا الباب، فلم يستفيدوا من تلك النصائح. وساهم في زيادة الأمر: صدور النصائح من قلوب سيئة الظن. ينعكس سوء ظنها بالمنصوح على خطابها فتغمز فيه وتلمز دون أن تشعر أن إثم ذلك أكبر من نفعه.  والعاقل يستفيد من النصح والخير ويخاف دائما من الدخول في قول الله تعالى (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).


وبعضها تبرمجت على مفهوم الحرية، الذي بدأ عندما تعرض الدعاة إلى السجون والتعذيب في أنظمة الاستبداد. فطالبوا بالحرية كوسيلة يجدون بها متنفسا للعودة إلى نشر الدعوة. والخروج مما هم فيه من حجر على الآراء والأفكار. فكانت في البداية وسيلة للنجاة من ظرف مؤقت. وخدموها ببعض الآيات والأحاديث الدالة عليها، ثم تطور الأمر، وذهب الاستبداد، وبقيت بعض العقول تظن أن الدعوة إلى الحرية هدف وليس وسيلة، وهذا ما حذر منه المرشد السابق للإخوان المسلمين مصطفى مشهور رحمه الله في كتابه (طريق الدعوة بين الأصالة والانحراف).


ومنهم من تبرمج على أن الإخوان المسلمين يرفضون الشريعة ولا يريدونها وأنهم طلاب دنيا ومكاسب انتخابية فقط وعمم ذلك على جميع الإخوان ويصدر أحكامه على تصرفاتهم انطلاقا من هذا الفيروس الذي غزا برنامج عقله فأعماه عن واجب الدعوة والنصح للإخوان الذين لا يعرف عنهم ما يعرفه كاتب هذه السطور الذي لا يتكلم عن جهل ومعلوماته ليست من وسائل الإعلام ولا من النفوس التي دخلت في خلافات وصراعات أثرت في علاقتها ونظرتها للطرف الآخر وبدأت تحاول توريث ذلك للشباب.

وبعض الناس نسي تماما أن هدفه هو دعوة الناس إلى توحيد الله والعمل لما بعد الموت. وأصبح لا يتكلم إلا في الفكر والفلسفة والسياسة.

وبعضها تبرمجت على أن الطرف الآخر لا يفهم. ولا يستطيع الفهم. ولا يمكن إصلاحه، أو تبرمجت على أن الطرف الآخر مخترق وكل من في الجماعة الأخرى مشكوك في كونهم عملاء استخبارات ومنافقين. وهكذا تضاف برامج وفيروسات جديدة كل يوم يستمر فيه هذا الوضع القائم. وينفع هؤلاء الإقبال على تذكر الموت واليوم الآخر وتعظيم أمر الله تعالى وملأ قلوبهم بالرحمة بالناس وهداية الأمة والإكثار من جانب الزهد والرقائق والعبادات والاستفادة من خبرات جماعة التبليغ في هذا المجال.




---------------------------------------------------------



 
كاتب هذه السطور المتواضعة عاش مع الإخوان المسلمين، وعاش مع التبليغ، وعاش مع السلفيين، وعاش مع الجهاديين. وتواصل مع كل منهم تواصلا يسمح للناس أن يحسبوه فردا منهم. ولا يملك شخصية جذابة محببة للنفوس. ولا هو من السحرة. وكل ما هنالك أنه نظر إلى من أمامه بغير عين الفيروسات التي يتبرمج عليها العقل عندما يدخل في تلك الأجواء، وعلم أن كلا يتكلم بما يناسب البيئة التي هو فيها وأننا عندما نفهم كلام وتصرفات الشخص الذي أمامنا فينبغي أن نفهمه بما يناسب بيئته التي هو فيها ولا نقيسه ببيئتنا نحن.



اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم آمين. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق